أخيرا فعلتها إنكلترا! فقد تأهل منتخب “الأسود الثلاثة” إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه إثر فوزه على نظيره الدانماركي بنتيجة 2-1 مساء الأربعاء على ملعب ومبلي بالعاصمة لندن في دور الأربعة، ليواجه إيطاليا الأحد المقبل أمام جمهوره.
وسجل ميكيل دامسغارد للدانمارك في الدقيقة 30 قبل أن يسجل سيمون كجيار في مرماه في الدقيقة 38، فيما أهدى هاري كاين هدف الفوز والتأهل لفريقه في وقت التمديد بركلة جزاء.
ولم تتضمن تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت سوى تغييرا واحدا مقارنة بمباراة ربع النهائي أمام أوكرانيا، إذ دخل لاعب أرسنال بوكايا ساكا في مكان جيدون شانتشو. وتزعم القائد الهداف هاري كاين صفوف فريقه إلى جانب رحيم ستيرلينغ، معززين بتشجيعات 60 ألف مشجع في مدرجات ومبلي.
من جهته، قرر المدرب كاسبر هيولماند مواجهة إنكلترا على أرضها بنفس التشكيلة التي بدأت المباراة أمام جمهورية التشيك في ربع النهائي، وفي مقدمتهم حارس المرمى كاسبر شمايكل والمدافع القائد سيمون كجاير والمهاجم الشاب ميكيل دامسغارد (21 عاما). ونجح الأخير، الذي بات أصغر هداف في تاريخ الدنمارك في نهائيات “يورو”، في خلافة صانع ألعاب المنتخب كريستيان إريكسن بعد تعرضه لنوبة قلبية خلال المباراة الأولى في دور المجموعات أمام فنلندا. وصار يمثل النجاعة الهجومية لفريقه.
وسعت إنكلترا لتضييق الخناق على خصمها منذ بداية المباراة تحت إدارة الحكم الهولندي داني ميكيلي. وكانت أول فرصة سانحة منذ الدقيقة الخامسة عن طريق الثنائي كاين-ستيرلينغ عندما قدم مهاجم توتنهام تمريرة عرضية لمهاجم مانشستر سيتي الذي تأخر لتضيع منه الكرة. لكن الدانمارك ردت بهجمة خطرة عن طريق دامسغارد في الدقيقة التاسعة أجهضها تدخل المدافع القوي كايل ووكر.
وعاد ستيرلينغ ليهدد مرمى الحارس شمايكل في الدقيقة 13 إثر تمريرة من كاين لكن الدفاع الدانماركي كان بالمرصاد، ثم سدد قائد “الأسود الثلاثة” فوق المرمى في الدقيقة الموالية. لكن اللعب أصبح متكافئا بين الفريقين إذ أن لاعبي المدرب هيولماند أعادوا ترتيب أمورهم في وقت سريع وصاروا يمارسون ضغطا على حامل الكرة، ما أجبر الإنكليز على مضاعفة الأخطاء.
وتمكن دامسغارد في هز شباك بيكفورد في الدقيقة 30 بضربة حرة مباشرة عند مشارف منطقة الجزاء بعد خطأ من لوك شو على المدافع كريستنسن، مخلطا أوراق “الأسود”. وكان ذلك أول هدف يتلقاه حارس مرمى إيفرتون منذ انطلاق البطولة. وكانت تلك أول مرة تجد إنكلترا نفسها متخلفة في النتيجة.
وكانت فرصة هدف التعادل برجل ستيرلينغ في الدقيقة 38 بعد أن تلقى تمريرة دقيقة من كاين لكن شمايكل تصدى للتسديدة القوية وأبعد الخطر عن مرماه. لكن في الدقيقة الموالية نجح ستيرلينغ من إدراك التعادل بطريقة غير مباشرة عندما مارس ضغطا على المدافع كجاير ليدك الكرة في شباك مرمى فريقه بعد تمريرة عرضية من ساكا في الجهة اليمنى.
وكاد ماغواير يسجل الهدف الثاني لإنكلترا في الدقيقة 55 بتسديدة رأسية قوية إثر تمريرة من ميسون ماونت لكن شمايكل أبعد الكرة من الزاوية اليمنى. وكان الخطر أيضا من جهة الدانمارك إذ اقترب دامسغارد ومهاجم نيس الفرنسي كاسبر دولبرغ مرتين من تهديد مرمى بيكفورد.
ورغم دخول جاك غريليش مهاجم أستون فيلا في مكان ساكا، إلا ان إنكلترا اصطدمت بالجدار الدفاعي الدانماركي حتى نهاية الوقت الأصلي. من جهته، قام المدرب هيولماند بعدة تغييرات أبرزها خروج دامسغارد ودخول بولسن في مكانه، ما أعطى نفسا جديدا لفريقه الذي قدم أداء رائعا من الانسجام والجمال والصمود.
واحتكم الفريقان لوقت إضافي من شوطين. فحاولت إنكلترا تسجيل الهدف الثاني لكن تسديدة كاين داخل منطقة الجزاء تصدى لها شمايكل (في الدقيقة 94) فيما محاولتا ستيرلينغ في الدقيقة 95 و98 أجهضهما الدفاع. لكن مثابرة الهجوم الإنكليزي، الذي تعزز بدخول فودن في مكان مونت وهندرسون في مكان رايس، أسفرت عن حصول لاعبي ساوثغيت على ركلة جزاء إثر عرقلة ستيرلينغ داخل المنطقة في الدقيقة 101 ونفذها كاين بنجاح (104).