عقد حزب التجمع الوطني للأحرار السبت 3 أكتوبر مجلسه الوطني في دورته العادية برئاسة عزيز أخنوش بمدينة الرباط، المجلس عقد عن طريقة تقنية التحادث المصور عن بعد، لتدارس المستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية.
واستهل عزيز أخنوش حديثه بتثمين المبادرات الملكية والقرارات الحاسمة والاستباقية لجلالة الملك نصره الله منذ بداية انتشار هذا الوباء، التي وضعت صحة المغاربة في صلب أولوياتها وسمحت بتجنب الأسوأ وتفادي نسب وفيات كارثية عبر التصدي للموجة الأولى من الوباء.
وعن قضية الصحراء المغربية، أكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عن موقف حزبه الراسخ بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشددا على استنكار كل المحاولات البئيسة التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية، وداعيا للتجند الكامل وراء صاحب الجلالة نصره الله، ولتقوية الوحدة الوطنية ورص الصفوف في وجه هذه المناورات اليائسة. كما أشاد الأخ الرئيس بموقف المنتظم الدولي والأمين العام للأمم المتحدة إزاء الأزمة المفتعلة بالمعبر الحدودي الكركارات، مشيدا بمخطط الانعاش الاقتصادي الذي أعلن عنه جلالته في خطاب العرش، وبالمشروع الملكي الهام الذي يروم تمكين جميع المغاربة من الحماية الاجتماعية في أفق سنة 2026.
واعتبر رئيس التجمع الوطني للأحرار أن تاريخ حزبه بمناضلاته ومناضليه، وثقله ووزنه داخل الساحة السياسية، كان حافزا للحزب للمضي قدما في دينامية الأحرار منذ 2016 إلى يومنا هذا، وهي دينامية كان أساسها الإنصات للمناضل والمواطن، أفرزت في نهاية المطاف 4 جولات جهوية مكنت من التعرف على الأولويات لدى المواطن والإكراهات التي تواجه الساكنة المحلية.
وفي هذا الصدد أكد الرئيس على أن مسار الثقة الذي يعد مساهمة للأحرار في النقاش حول النموذج التنموي الجديد، هو نتاج مقاربة تشاركية ونقاش موسع ودراسات ميدانية دقيقة ومحط إجماع لجميع فعاليات الحزب، ونعتز اليوم بأنه وثيقة مرجعية أثبتت الظروف التي مرت بها بلادنا أن ما جاء به يعكس بالفعل أولويات وإشكاليات وحلول واقعية.
وفي الشأن البرلماني، أشاد أخنوش بفريقي الحزب في البرلمان وتعاطيهما مع كل القضايا الكبرى ببلادنا بمستوى عالٍ من المسؤولية والفعالية، مستحضرا دور البرلمانين الأحرار خلال مناقشة القانون الإطار للتربية والتعليم، والدور الترافعي والانتصار للقضية الأمازيغية كقضية تهم المغاربة قاطبة.
وحث المتحدث ذاته الفريقين البرلمانيين بمضاعفة الجهود خلال الدخول السياسي المقبل، وذلك لأهمية القضايا والمواضيع التي ستميز النشاط البرلماني والتشريعي خلال آخر سنة من عمر الولاية الحالية، داعيا إياهم أن يكونوا في الموعد لمناقشة القوانين المرتبطة بتعميم التغطية الاجتماعية، حيث ينتظر منهم تقديم المقترحات والأفكار الكفيلة بدعم هذه الرؤية كما أرادها صاحب الجلالة نصره الله، وبضرورة مواكبة قانون المالية لسنة 2021 والحرص على أن يكون قانون المالية قادرا على تحقيق إقلاع اقتصادي وأن يكون في خدمة الأوراش الاجتماعية خلال السنة القادمة.
واختتم رئيس حزب الحمامة كلمته هذه، بإعلان عزم حزبه على تنظيم مؤتمر استثنائي تفعيلا لمقتضيات المادة 3-33 من النظام الأساسي عن طريق المحادثة المصورة عن بعد كما هو منصوص عليه في المادة 7 من النظام الداخلي، يعرض لتصويت المؤتمرين “تمديد ولاية جميع هيئات وهياكل الحزب إلى ما بعد الانتخابات”.
واستغل المجلس الوطني للأحرار انعقاده ليوم، يصادق على عدد من القرارات التنظيمية، تهم:
المصادقة على التقرير المالي لحسابات الحزب لسنة 2019
المصادقة على مشروع ميزانية الحزب لسنة 2020
المصادقة على طلب اعتماد منظمة الهيئة الوطنية لمهنيي سيارات الأجرة التجمعية وهيئة المتصرفين التجمعيين، وجمعية أمل الاحرار لذوي الاحتياجات الخاصة.
استكمال بعض الهياكل الجهوية والوطنية.
كما عرفت دورة المجلس الوطني بعد ذلك مداخلات أعضاء المجلس الوطني لمناقشة كل ما تضمنه العرض السياسي الذي قدمه عزيز أخنوش.
وشملت المداخلات على الخصوص من الأقاليم الجنوبية تطورات قضية الصحراء فيما يخص الوضع بالمعبر الحدودي الكركرات، والاستفزازات الصادرة عن بعض الأصوات النشاز، حيث شددت على إدانة هذه الممارسات واعتبارها لا تمثل بتاتا الارتباط الوثيق لساكنة هذه المناطق، ودفاعها التام عن وحدة الوطن.
وشمل النقاش كذلك بالإضافة لتطورات الملف الليبي والوساطة المغربية المتميزة، والدور الجديد للدبلوماسية الملكية والتنويه بالدور الملكي المتميز حفاظا على الاستقرار بمالي.
وأبرزت هذه المداخلات حساسية المرحلة وما يميز هذا الظرف من صعوبة أملتها المشاكل المرتبطة بتفشي وباء كوفيد-19، منوهة في هذا الإطار بالتعاطي الإيجابي للأخ الرئيس مع قضايا الوطن وتفاعله الإيجابي مع المبادرات الرامية إلى تحقيق الإنعاش الاقتصادي ببلادنا وسبل خلق تحفيز الاستثمار والتنمية. كما ثمنت مداخلات أخرى أداء وزراء الحزب خلال هذه الفترة، وحسهم الوطني العالي في التعامل مع هذا الظرف الاستثنائي، وكذا استمرارية دينامية الأحرار داخل الحزب والمنظمات الموازية.
ليسدل الستار على أشغال هذه الدورة بتلاوة نص البرقية المرفوعة الى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.