تناسلت في الآونة الاخيرة مقالات وكتابات على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي موجهة، بعنف، سهام انتقادها لمؤسسة وكالة المغرب العربي للأنباء ولخياراتها الاستراتيجية.
هذه الهجمات الخبيثة، التي نُفِّذت بكل قوة وبنبرة اتخذت من المرارة والحنق الخيط الناظم لعملها، تكشف أوجه التناقض وتطرح التساؤل حول دوافعها الحقيقية.
منذ تولي خليل الهاشمي الادريسي قيادة هذه الوكالة المرموقة شهدت الأخيرة ثورة ثقافية حقيقية في اختياراتها وآفاقها. ولأسباب وجيهة، قام السيد الهاشمي، أو KHI المعروف بتوقيعه بالأحرف الأولى باللاتينية لدى العديد من المعجبين بمقالاته وموهبته الصحفية التي أتحف بها على مدى سنوات طويلة الصحافة المغربية، بتغيير طريقة ممارسة الصحافة في الوكالة.
صحافة الوكالة ظلت لفترة طويلة حبيسة عادات وتقاليد أدت، بقوة الظروف، إلى تعريض حاضرها للخطر وطمس معالم مستقبلها.
لم تتوانى الإدارة الجديدة لوكالة المغرب العربي للأنباء في إطلاق المشاريع تلو الأخرى وفتح آفاق جديدة، من خلال حضور متزايد وغير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة لجعل صحافة الوكالة منتوجا متعدد الأوجه وذا تأثير ورؤية غير مسبوقة.
هذا المنعطف الهائل لم يكن ليحدث دون أن يخلف وراءه عجعجة. بل أزعج بعض البارونات المتجاوزين تماما بمنطق المسلسلات التي تتقدم إلى الأمام وتحديدا إلى حيث تتناغم مصالحهم بشكل عجيب مع الجمود. لاشك أن الحداثة تخيف. التجريب الشجاع يحبط الروح المعنوية والرهان على المستقبل يثير الإحباط ومحاولة عرقلته.
اليوم، وكالة المغرب العربي للأنباء تتكيف مع عصرها وتنفتح على عالم يتحرك بسرعة كبيرة لا رجعة فيها، وتعتمد على شباب مبدع حريص على مواجهة التحديات الجديدة المتمثلة في المعلومات الموثوقة و المهنية والتي تتم معالجتها بأدوات حديثة وتهم جمهورا واسعا من مشارب شتى.
الأكيد أن هذا الأمر يزعج إلى حد كبير المدارس العتيقة التي عفا عليها الزمن و يسبب الارتجاع الحمضي، حيث نلحظ اليوم آثاره اليائسة على مواقع التواصل الاجتماعي.
من دون أدنى شك وكالة المغرب العربي للأنباء ضحية لنجاحها وتدفع الآن ثمن إنجازاتها.
إن المنعطف التاريخي الذي اتخذته وكالة المغرب العربي للأنباء بوأها في نهاية المطاف مركز الريادة في المشهد الإعلامي المغربي. ولكل ذلك طبعا ضريبة تؤدى.