بدأ قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الجمعة قمتهم التي تستمر ثلاثة أيام في كورنوال في بريطانيا، وعلى جدول أعمالها أولويات المناخ، ومواجهة الوباء، والتوزيع العادل للقاحات.
ويعتزم الرؤساء المجتمعون تأكيد وحدتهم في مواجهة الأزمات العالمية والتركيز على توزيع مليار جرعة لقاح ضد كوفيد-19.
وحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في افتتاح القمة الزعماء على “إعادة البناء بشكل أفضل”.
وقال إنه من الضروري التعلم من أخطاء الأزمة الاقتصادية عام 2008، وتضميد جروح الماضي.
وتبادل الزعماء التحية بالمرفق بسبب قيود الوباء والتزموا التباعد خلال التقاط الصورة الجماعية على شاطئ منتجع كاربس باي الإنجليزي.
ويسمح هذا اللقاء الشخصي الأول منذ نحو عامين بين قادة الدول الكبرى، بعودة اجتماعات العمل للمضي قدماً في زمن الأزمة.
القضاء على الجائحة
مع بداية أعمال القمة، أعلنت بريطانيا أنها سوف تتبرع بأربعمئة وثلاثين مليون جنيه (نحو 600 مليون دولار) لصالح “الشراكة العالمية من أجل التعليم”، الهادفة لمساعدة الأطفال ذوي الأوضاع الأكثر سوءاً.
وقال جونسون إنه من الضروري أن يعاد بناء الاقتصاد العالمي على أسس “أكثر مساواة وأقل تفرقة جنسية”، وتعهد بالتبرع بمبلغ مئة مليون جنيه لشراء لقاحات للدول الفقيرة.
لكن بعض المنظمات الخيرية انتقدت مستوى المساعدات البريطانية التي لن تتجاوز خمسة ملايين جرعة من اللقاح بحلول شهر سبتمبر، ولن تتجاوز 25 مليوناً بنهاية العام.
ويركز البرنامج الرسمي قبل كل شيء على إنعاش الاقتصاد العالمي المتضرر من الوباء وعلى توزيع أكثر إنصافاً للقاحات التي احتكرت الدول الغنية العدد الأكبر من جرعاتها على حساب البقية.
ومع تكاثر الدعوات إلى التضامن على هذا الصعيد، يتوقع أن يتفق قادة الدول على توفير “ما لا يقل عن مليار جرعة” وزيادة قدرات الإنتاج مع هدف يقوم على “القضاء على الجائحة في عام 2022” على ما أفادت رئاسة الحكومة البريطانية.
ووعدت الولايات المتحدة بتوفير نصف مليار جرعة من لقاحات كوفيد.
أمريكا تجمع حلفاءها
اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن القمة تعكس “عودة” الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد سنوات من الانعزال في عهد سلفه دونالد ترامب.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى تشكيل جبهة موحدة بين شركاء بلاده ضد روسيا والصين التي انتقدت الرغبة الأميركية في تشكيل “تكتّلات”.
وغرد بايدن على تويتر “أتطلع إلى تعزيز التزامنا بالتعددية والعمل مع حلفائنا وشركائنا لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدلا وشمولية. لنبدأ العمل”.
وأفاد مصدر في الرئاسة الفرنسية وكالة فرانس برس أن “التوجه الأوروبي في هذا الصدد واضح: الصين غريم، وشريك في القضايا العالمية، ومنافس. وينوي الأوروبيون مواصلة تنفيذ هذه الاستراتيجية المشتركة وستتاح لهم الفرصة لمناقشتها مع الرئيس بايدن في قمة مجموعة السبع”.
وفيما تتفق بروكسل ولندن على الملفات الدولية الرئيسية مثل التحديات التي تشكلها الصين وروسيا وستطرح خلال قمة مجموعة السبع، لا يزال التشنج قائماً بشأن إيرلندا الشمالية.
عالم “أكثر خضاراً”
وستكون مكافحة التغير المناخي أولوية أخرى في القمة التي تسعى للتوصل إلى الحياد الكربوني قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي حول المناخ (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) المقرر في نوفمبر في اسكتلندا.
ويطمح بوريس جونسون إلى “ثورة صناعية خضراء” مع هدف خفض نصف انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول 2030.
وللحفاظ على التعددية الحيوية، يرغب في أن تتعهد مجموعة السبع حماية “30 بالمئة على الأقل” من الأراضي والمحيطات بحلول ذلك التاريخ.
ويتوقع أن تشجع مجموعة السبع الاستثمارات في البنى التحتية المراعية للبيئة في الدول النامية لتحفيز اقتصادها وجعله خالياً من الكربون.