اراء

لحسن السعدي .. قصة كفاح شاب من الهامش

لحسن السعدي، شاب طموح استطاع أن يتحول من شاب نشأ في الهامش إلى أحد الوجوه البارزة في المشهد السياسي المغربي، يبلغ من العمر 34 سنة، وُلد في مدينة تارودانت، إلا أنه عاش طفولته وشبابه في منطقة تافراوت، وبالضبط في جماعة إثنين تهالة، حيث انتقل والده للعمل هناك، هذا الانتقال  لم يمنع لحسن من بناء مسار متميز، يتجسد في انخراطه في العمل الجمعوي والسياسي على المستوى المحلي و الوطني.
في تافراوت، بدأ لحسن نشاطه الجمعوي مبكراً منذ عام 2006، قاد مجموعة من الشباب لتأسيس ملتقى ثقافي في منطقة أملن تحت إطار “جمعية ازا”، مما شكل أول خطوة له في العمل التطوعي والتنظيمي، كان هذا الملتقى نافذة لتقديم مجموعة من المبادرات الثقافية والتنموية، وعزز دوره كفاعل مجتمعي في المنطقة.

عمل الحسن كأستاذ للتعليم الابتدائي لسنوات في منطقة الأطلس الكبير، وتحديداً بين تزناخت وتارودانت، هذه التجربة الميدانية في التعليم زودته بفهم عميق للواقع الاجتماعي والاقتصادي بالمناطق القروية، وجعلته أكثر قدرة على فهم التحديات التي تواجه هذه المناطق.

وقد أتم لحسن السعدي مساره الأكاديمي ، حيث حصل  على شهادة الماستر في “الحكامة الترابية والتنمية الجهوية” وكان موضوع بحثه حول “السياسات المائية بالمغرب ومتطلبات ضمان الاستدامة”، وهي قضية حيوية اليوم بالمغرب.

بدأت رحلة لحسن السعدي مع السياسة سنة 2007 و التحق بحزب التجمع الوطني للأحرار في سنة 2011  ولم يكن نشاطه السياسي محدودًا بالمشاركة في الأنشطة الحزبية فقط، بل توسع ليشمل تأسيس جمعية محلية للشبيبة التجمعية في إقليم تيزنيت سنة 2013 ، مما مهد الطريق لاحقًا لتأسيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية في عام 2017 ، هذه الفيدرالية التي أصبحت اليوم قوة حقيقية تجمع الشباب من مختلف أنحاء المغرب تحت لواء حزب التجمع الوطني للأحرار، واليوم يتقلد رئاسة هذه الفدرالية .

كما انه نجح في الفوز في الانتخابات البرلمانية لسنة 2021 ممثلا لترودانت الشمالية، واليوم حضي بتعيينه كاتب دولة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي والتضامني مكلفا بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. 
قصة الحسن السعدي  تجسيد حي للكفاح والطموح، وهو مثال على كيف يمكن لشاب من الهامش أن يصل إلى قلب الحياة السياسية عبر العمل الجاد والمثابرة.

Exit mobile version