بعد أن أكد مرة ثانية إعادة فتح ساحات المقاهي والمتاحف في منتصف شهر ماي المقبل، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، أثناء زيارة تفقدية قام بها إلى مدرسة تقع في بلدة “مولان” بالضاحية الباريسية، عن سلسلة جديدة من القرارات التي سيتم اتخاذها قريبا من قبل حكومة جان كاستكس تصب جميعها في وعاء واحد، ألا وهو تخفيف الحجر الصحي في فرنسا والسماح بالعودة إلى حياة طبيعة بشكل تدريجي في حلول نهاية شهر يوليو المقبل.
ومن بين القرارات التي كشف عنها إيمانويل ماكرون الاثنين، السماح للجميع الفرنسيين بالتنقل بشكل حر من مكان إلى آخر بعدما كانت حركة التنقل محدودة فقط في إطار 10 كيلومترات من المنزل. لكنه لم يكشف عن تاريخ دخول هذا القرار حيز التطبيق.
هذا الإجراء سيعطي دفعا جديدا للحركة الاقتصادية في البلاد التي تأثرت كثيرا بهذا القرار.
إعادة فتح المطاعم والمقاهي
فيما يتعلق بإعادة فتح المطاعم والمقاهي، سطر الرئيس الفرنسي خطة تعتمد على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى تتمثل في السماح بفتح باحات المطاعم في منتصف شهر ماي القادم.
أما المرحلة الثانية، فستتجسد في فتح قاعات المطاعم والمقاهي في المناطق التي لم “تتأثر كثيرا” بوباء كوفيد 19 أو في تلك التي قضي عليه نهائيا فيها.
فيما ستتمثل المرحلة الثالثة في فتح جميع المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية في كامل التراب الوطني في نهاية يونيو ومنتصف شهر يوليو المقبلين.
وقال الرئيس الفرنسي في هذا الشأن ” علينا أن نتصرف وفق الحالة الوبائية لكل منطقة، لأن هذه القرارات لها تأثير كبير على الحياة الخاصة للمواطنين “، مذكرا أنه “لن يسمح بإعادة فتح المقاهي والمطاعم في حال ثبت أن نسبة انتشار فيروس كورونا في منطقة ما مرتفعة جدا”.
لكن رغم ذلك، يريد ماكرون أن يتمسك بما وعد به الفرنسيين خلال خطابه الأخير الذي ألقاه في 31 مارس الماضي، كفتح المتاحف وقاعات العروض الفنية مع تحديد عدد الزائرين الذين يمكن أن يدخلوا إلى هذه القاعات يوميا.
تكثيف حملة التطعيم
من جهة أخرى، يتوقع أن يكشف الرئيس ماكرون عن قرار جديد في الأيام القليلة المقبلة، وهو تأخير ساعة بدء سريان حظر التجول اليومي من السابعة مساء حاليا إلى ربما الثامنة ليلا أو أكثر.
وقال في هذا الخصوص: “سنحاول تأخير موعد بدء سريان حظر التجول، لأن التوقيت الحالي (الساعة السابعة مساء) بات توقيتا مبكرا” بسبب قدوم فصل الربيع واقتراب الصيف.
وحذر ” أدرك وأشعر أن هناك نفاذ للصبر، لكن الإجراءات الأولى التي سنتخذها يجب أن تكون مدروسة جيدا لكي لا ينتشر وباء كوفيد 19 من جديد وبكثافة بحيث لا يمكن أن نسيطر عليه”.
وتابع “يجب علينا مراقبة الفيروس خلال أسابيع أو شهور مع القيام في نفس الوقت برفع بعض القيود المفروضة على الفرنسيين. وسنكثف من حملات التطعيم ضد كوفيد 19 لتشمل أكبر عدد من الناس. وإذا اتبعنا هذه الطريقة، فدون شك سننجح”.
ويعول ماكرون كثيرا على لقاح جونسون أند جونسون الذي وصل إلى فرنسا بكميات معتبرة، لإعطاء دفعة جديدة لحملات التلقيح خاصة أن هذا اللقاح يقدم في جرعة واحدة فقط.
لكن ماكرون أضاف أمام تلاميذ مدرسة في ضاحية “مولان” أنه ربما سيتم “تلقيح الفرنسيين ضد وباء فيروس كورونا بشكل سنوي على غرار اللقاح الذي نتلقاه لمحاربة مرض الإنفلونزا”.