و م ع
تطبيقا لقرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القاضي بالرفع من عدد المساجد المفتوحة، وأن تقام فيها صلاة الجمعة، ابتداء من اليوم، أقيمت، بمسجد الرياض بالرباط، هذه الشعيرة الدينية الأسبوعية، وذلك بعد بضعة أشهر من الفتوى بضرورة إغلاق أبواب المساجد، في إطار التدابير الرامية إلى مكافحة جائحة (كوفيد-19).
وكانت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى قد أصدرت، في شهر مارس الماضي، بناء على طلب الفتوى الموجه إلى المجلس من أمير المؤمنين، فتوى بضرورة إغلاق أبواب المساجد سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة ابتداء من 16 مارس 2020.
وقد أعلنت الوزارة، يوم الثلاثاء الماضي، أنه تقرر الرفع من عدد المساجد المفتوحة إلى عشرة آلاف مسجد، وأن تقام صلاة الجمعة فيها، بالإضافة إلى الصلوات الخمس، وذلك ابتداء من صلاة يوم 16 أكتوبر 2020.
وأكدت الوزارة، في بلاغ لها، أنها ستقوم بما يلزم لإنجاح هذه العملية ومتابعتها بتنسيق مع السلطات المختصة، مبرزة أنه ستراعى في المساجد المفتوحة لصلاة الجمعة نفس الاحترازات الصحية المرعية في المساجد التي سبق فتحها للصلوات الخمس، كما سيراعى تطور الوضعية الوبائية على الصعيدين الوطني والمحلي.
وقد انطلق الخطيب، في خطبة الجمعة، من قوله تعالى، في مدحه لعمار المساجد، “في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة”، مسجلا أن كل مؤمن يتمنى أن يرزقه الله فضل التعلق بالمساجد ومحبتها محبة شديدة.
وذكر، في هذا السياق، بأن المسجد في الإسلام منبع للخير كله، من حيث هو فضاء للصلاة والتعلم، والاستماع للموعظة الحسنة، وهو مكان للجماعة ونواة للمجتمع في الروابط المبنية على المحبة والتقوى والتواد والمواساة، ومن ثمة كانت رسالة المسجد عظيمة في الإسلام فهو مكان اجتماع المسلمين وموضع إقبالهم على ذكر الله وتلاوة القرآن والتفقه في الدين.
وأكد أنه على الرغم من أن الوضعية الصحية لم تعد بعد إلى وضعها الطبيعي، فقد أعيد فتح عدد من المساجد، وتعبأت لمواكبة هذه العملية جميع السلطات المعنية، والتزم فيها رواد بيوت الله بالاحترازات الصحية الضرورية.
وقد حرص المصلون، بالمناسبة، على احترام التدابير الوقائية والاحترازية التي أوصت بها الوزارة لأداء شعيرة صلاة الجمعة، كما الصلوات الخمس، في أحسن الظروف، لا سيما تعقيم اليدين قبل الدخول إلى المسجد، وإحضار السجادات الخاصة، وارتداء الكمامات الواقية والتباعد الاجتماعي بين المصلين.
وأعرب عدد من المصلين، الذين توافدوا على مسجد الرياض، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتهم الغامرة بفتح بيوت الله بعد أشهر من الإغلاق، وكذا بقرار استئناف إقامة صلاة الجمعة بعدد منها، إضافة إلى الصلوات الخمس، متضرعين إلى المولى عز وجل بأن يرفع وباء (كوفيد-19) حتى تعود الحياة إلى ما كانت عليه سلفا.
وأكدوا على ضرورة التعامل ب”جدية” مع التدابير المواكبة للعودة التدريجية لفتح باقي المساجد، مشددين كذلك على ضرورة تحلي المصلين بروح المسؤولية والالتزام بكافة التدابير والشروط الوقائية اللازمة.
وفي تصريح مماثل، أعرب خطيب المسجد الأستاذ ميلود الوكيلي عن السرور الغامر الذي يخالج نفس كل مؤمن في مثل هذا اليوم المبارك الذي أذن فيه الله تعالى باستئناف إقامة صلاة الجمعة بمجموعة كبيرة من مساجد المملكة، معتبرا أن الحاجة إلى صلاة الجمعة ماسة باعتبار أن هذا اليوم مقدس عند المسلمين وهو من أيام أعيادهم واجتماعهم.
وتضرع الأستاذ الوكيلي إلى الله تعالى بأن ينعم بإقامة صلاة الجمعة في كافة بيوته، داعيا الوافدين على المساجد إلى الأخذ بجميع الاحتياطات التي توصي بها الجهات المختصة، وذلك حتى تقام صلاة الجمعة، كما الصلوات الخمس، في أجواء من السلامة الصحية والطمأنينة الروحية