في إطار تتبعها المستمر لتنزيل برنامج التأهيل الحضري لمدينة أكادير 2020 – 2024 والذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على انطلاقته في 04 فبراير 2020 تسجل الجمعية المغربية للمنظريين «AMAP» بارتياح الاهتمام الكبير الذي أولاه البرنامج لتثمين الموروث المنظري من حدائق ومنتزهات وساحات عمومية بالإضافة الى تخصيصه لميزانية مهمة لخلق فضاءات خضراء جديدة ستساهم في تحسين إطار عيش المواطنين.
كما تنوه الجمعية بقوة بالانخراط الكلي للمهندسين المنظريين أعضاء الجمعية في تنزيل المشاريع المبرمجة من خلال السهر على ابداع التصاميم والتصورات الأولية للمشاريع، مرورا بإعداد الملفات التقنية ودفاتر التحملات، وصولا الى الاشراف المستمر والتتبع اليومي للأشغال.
وفي هذا الإطار شكل الاشراف المباشر للسيد رئيس الحكومة بصفته رئيسا للمجلس الجماعي لمدينة أكادير على تدشين منتزه اولهاو في 25 يونيو الماضي، والتي قام بتصميمها وتتبع أشغالها المهندس المنظري، السيد جمال الدين لبيب،(شكل) دفعة قوية للبعد البيئي ورغبة متجددة للنهوض بالتهيئة المنظرية الحضرية المبنية على مقاربة مستدامة تعزز الانخراط الفعلي للجماعات الترابية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة كما التزمت بها بلادنا اتجاه المنتظم الدولي.
وتشكل هذه المعلمة المتميزة علامة فارقة في التهيئة الحضرية لمدينة أكادير، تجسد الرغبة الأكيدة لتبني جيل جديد من الفضاءات العامة تجمع ما بين جمالية وتناسق التصميم، والتنوع البيولوجي للأنواع النباتية المستعملة بالإضافة الى ادماج الجانب الثقافي في شقيه المادي واللامادي في التصور الذي تبناه المهندس المنظري.
وتمتد الحديقة على مساحة 2,4 هكتار، تضم عدة فضاءات موضوعاتية، كما تتوفر على تجهيزات تستجيب لاحتياجات المواطنين من مختلف الفئات والأعمار، تساعد على قضاء وقت ممتع داخل هذا الفضاء الأخضر.
كما سهر المهندس المنظري صاحب التصميم على ضمان نمط تدبير ايكولوجي ومستدام لمختلف فضاءات الحديقة، من خلال اعتماد الاقتصاد في استعمال مياه السقي بواسطة تقنيات السقي الموضعي بالتنقيط واعتماد نظام ري مدفون (مغطى أو تحت أرضي). كما شكل الاعتماد على الأنواع النباتية المحلية والمتأقلمة بشكل كبير مع الظروف المناخية للمنطقة نقطة ارتكاز في اختيار الأنواع النباتية بهدف تقوية استدامة الفضاء والاستعمال المعقلن للموارد.
وإذ تنوه الجمعية بالاهتمام المتزايد الذي باتت تحظى به التهيئة المنظرية للمدن والمراكز الحضرية، فإنها تأمل في أن تشكل هذه التجربة المتميزة للجماعة الحضرية لأكادير نموذجا يحتذى به من طرف باقي الجماعات الترابية في مختلف جهات المملكة.