وصل مخزون أغلب السدود إلى الخطوط الحمراء، حسب بيانات الوضعية اليومية لوزارة التجهيز، الصادرة أول أمس الخميس (16 شتنبر)، إذ حملت الجداول الخاصة بالسدود الكبرى أرقاما مقلقة أبرزها أن أربعة سدود جفت تماما، وهي سدود محمد الخامس وعبد المؤمن والمسيرة وتويزكي.
وأوردت يومية “الصباح”، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع، أن حقينة 9 سدود كبرى انخفضت إلى ما دون 10 في المائة، وهي ابن بطوطة والحسن الثاني ومشرع حمادي وبين الويدان والحيمر ومولاي يوسف وأحمد الحنصالي والدخيلة والمنصور الذهبي، الأمر الذي فرض وضع جدولة زمنية للاستهلاك خلال الأسابيع المتبقية قبل وقوع أولى التساقطات.
المدن الكبرى… توزيع الماء بالساعة
وأضافت الجريدة أن الشروع في توزيع الماء بالساعة في المدن الكبرى بداية من مراكش سيتم في مستهل أكتوبر المقبل، ولم تفلح حزمة التدابير التي فرضتها الداخلية للتقليل من هدر هذه المادة الحيوية، فما زالت جل المساحات الخضراء تسقى من قنوات الماء الصالح الشرب، على اعتبار أن أغلب الجماعات لم توفر شاحنات خاصة لجلب مياه السقي والتنظيف من الآبار ومحطات التصفية كما هو حال البيضاء التي ينتظرها سيناريو اعتماد التزويد المؤقت في الأسابيع القليلة المقبلة.
وأكدت الصحيفة أن الداخلية جددت الدعوة إلى إطلاق حملات توعية تركز على حماية الموارد المائية، وترشيد استعمال الماء، وتطبيق قيود مشددة على منع سقي المساحات الخضراء بالماء الصالح للشرب، أو المياه السطحية أو الجوفية، ومنع استعمالها لغسل الطرقات أو الساحات العمومية.
المغرب… أسوأ حالة جفاف
وتفيد التقارير، يقول المصدر ذاته، إن المغرب يشهد أسوأ حالة جفاف منذ تلك المسجلة في سنوات الثمانينات، بسبب الاختلالات المناخية على الصعيد العالمي والإجهاد المائي الهيكلي وسوء تدبير الموارد من الماء الصالح للشرب بالمملكة، ما جعل البلاد تنتقل من وضعية “العجز الدوري” إلى وضعية “العجز الدائم”.
وأكدت “الصباح” أن التحذيرات المتتالية من وتيرة تسارع تحولات طبيعية تنذر بتغيرات كبيرة على مستوى اشكال العجز، على اعتبار أن الفلاحين والعالم القروي لن يتحملوا وحدهم تداعيات الجفاف، بل أيضا المدن والحواضر الكبرى ستعاني نقصا في التزود بالماء الصالح للشرب.
ولم يعد الأمر يتعلق فقط بخسارة 14 في المائة من الناتج المحلي الخام الفلاحي برسم موسم 2021-2022، يضيف المصدر ذاته، بل أيضا بتراجع التساقطات المطرية بنسبة 42 في المائة، ما قلص معدلات ملء السدود إلى 30,2 بالمائة فقط، و5 بالمائة بل و2 بالمائة بالنسبة إلى بعض السدود، إضافة إلى فقدان أكثر من 40 مليون ساعة عمل في المجال الفلاحي.