عقد المجلس الجماعي لأكادير دورة استثنائية صباح يوم الجمعة 30 دجنبر بقاعة إبراهيم الراضي على الساعة التاسعة صباحا برئاسة عزيز أخنوش رئيس المجلس الجماعي لأكادير، خصصت لمدارسة نقطة فريدة تتعلق ببرنامج عمل الجماعة للفترة الممتدة من 2022 إلى 2027.
وفي بداية اللقاء نوه الرئيس بالمجهودات القيمة التي بذلها أعضاء المجلس لإنجاز مشروع برنامج الجماعة كما تقدم بالشكر إلى كافة أطر وموظفي الجماعة الذين سهروا على مراحل إعداد هذا البرنامج.
بعد ذلك قدم الرئيس عرضا مستفيضا شمل كل مكونات البرنامج الذي جاء ثمرة لسلسة من المشاورات التي نظمها المجلس مع الساكنة على امتداد أحياء المدينة من سفوح الجبال وأنزا إلى تكوين، ومع مختلف الفعاليات المدنية، حيث شكلت هذه اللقاءات فرصة لتشخيص الإشكاليات الحقيقة التي تعاني منها ساكنة الجماعة الترابية لأكادير.
وقد انفتح المجلس كذلك،على المصالح الخارجية والغرف المهنية والجماعات الترابية المجاورة، وعلى الجامعات، كما نظم لقاءات موضوعاتية في مجالات الأمازيغية والإعلام والأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك من أجل استجماع آراء ومقترحات جميع هذه الهيئات، قصد الاستجابة لها وترجمتها في مشاريع برنامج عمل الجماعة خلال الفترة الانتدابية 2022-2027 .
وقد خلص التشخيص إلى رصد العديد من الإشكالات منها ضعف البنية التحتية للمدينة وجاذبيتها وجودة الحياة بها كما تم الوقوف عند جملة من نقط القوة التي تشكل فرصة لانبعاث جديد للمدينة.
ومن بين المؤهلات التي تتمتع بها المدينة تمركز قطاعات اقتصادية تاريخية وقوية والمتمثلة في كل من الفلاحة والسياحة والصيد البحري فضلا عن السياق المناسب للتغيير والذي خلقه برنامج التهيئة الحضرية الذي تم التوقيع عليه أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وبناء على خلاصات التشخيص والمشاورات التي قام بهاالمجلس والتي شارك فيها أزيد من ألف شخص و140 هيئة وجمعية شملت مختلف الفئات العمرية ذكورا وإناثا، فإن الرؤية التي تشكلت لدى المجلس مفادها أن الهدف الأساسي لبرنامج عمله هو “جعل مدينة أكادير مدينة جذابة، حديثة ومنفتحة على مواطنيها ونموذجا للانتقال المستدام والذكي”.
وقد رصد المجلس 2 مليار و700 مليون درهم من أجل تمويل برنامج عمل الجماعة، وفق أربعة أبعاد تشملها الرؤية العامة التي تشكل خارطة طريق المجلس خلال الولاية الحالية.
ويتمثل البعد الأول في تحقيق مجال ترابي جذاب من خلال تحسين جودة الحياة بالمدينة والنهوض بالفئات في وضعية والمشاركة في الإقلاع السوسيواقتصادي، إضافة إلى جعل أكادير منارة ثقافية وفنية خاصة من حيث المرافق الثقافية والأنشطة الفنية، وترسيخ الهوية الأمازيغية للمدينة في أفق جعلها عاصمة عالمية للثقافة الأمازيغية. ومن جهة أخرى يشمل هذا البعد الإستثمارفي المجال الرياضي بميزانية قدرها 313 مليون درهم، باعتباره رافعة للتنمية وذلك من خلال تعزيز المرافق الرياضية للقرب وتنشيطها وإحداث قرية أولمبية بمحيط الملعب الكبير لأكادير.
أما البعد الثاني المتمثل في مدينة مستدامة وذكية فمن أبرز محاوره الرقي بمجال المحافظة على البيئة من خلال التوعية وتحسيس الساكنة وكذا عصرنة قطاع النظافة وتدبير النفايات بالإضافة إلى إحداث مرافق خضراء بمختلف أحياء المدينة تراب الجماعة والذي رصدت له ميزانية 373 مليون درهم. كما يتمحور هذا البعد حول النهوض بورش الرقمنة وتجويد تجربة المواطن عبر الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة من أجل الرفع من نجاعة وجودة خدمات القرب.
ويتلخص البعد الثالث في مجلس منفتح يقوم على أساس تعزيز النموذج الديموقراطي والتدبير الدامج عبر حكامةمنفتحة متمركزة حول المواطن، وكذا تدبير ناجع للموارد البشرية والمصالح الجماعية ووضع استراتيجية مالية وضريبية استشرافية لضمان التوازنات وإدارة المخاطر المالية، وقد خصص لتنزيل الإجراءات المتعلقة بهذا البعد مبلغ مالي قدره 15 مليون درهم.
أما بخصوص البعد الرابع المتعلق بخلق بنية تحتية حديثة فيتعلق الأمر بإحداث 7 مراكز حضرية جديدة لتحويل أكادير إلى مدينة كبرى حديثة ونموذجا للتطور العمراني مع إعطاء أولوية للأحياء الناقصة تجهيز في أفق تحقيق عدالة مجالية بتراب الجماعة من أجل تنمية ثابتة ومنسجمة وعادلة، إضافة إلى ضمان تنقل انسيابي ومريح للأشخاص والممتلكات عبر حركية فعالة ومتعددة الوسائط.
هذا ووفقا للمعطيات المالية المتعلقة ببرنامج عمل الجماعة فإن حاجيات التمويل للفترة الممتدة 2022/ 2027 تتمثل فيما ما مجموعه أربعة ملايير و380 مليون درهم مقسمة على الشكل التالي: مليار درهم لتمويل التزامات الجماعة بخصوص برنامج التنمية الحضرية للسنتين المتبقيتين و680 مليون درهم لتسديد قرض السندات و2 مليار و700 مليون درهم من أجل تمويل برنامج عمل الجماعة.
وتبعا لذلك وبعد جملة من مداخلات الأعضاء التي انصبت على أساس تجويد البرنامج وتعزيز استجابته لانتظارات الساكنة فقد صادق المجلس بالإجماع على برنامج عمل الجماعة2022/2023، وتم في ختام أشغال الدورة تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله.