دخلت طائرات “كنادير” المتخصصة في إطفاء الحرائق إلى حيز الخدمة اليوم الخميس في محاولة للسيطرة على النيران التي التهمت منطقة غابوية شاسعة بنواحي القصر الكبير، والتي أدت إلى تهجير سكان دواوير بأكملها بعد أن اقتربت منها ألسنة اللهب، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر محلية عن تحول الأمر إلى كارثة اجتماعية بسبب فقدان الضحايا لممتلكاتهم ومواشيهم.
وتستمر منذ أول أمس الثلاثاء محاولات السيطرة على الحريق الذي اندلع بغابة بن يسف بإقليم العرائش والقريب من مدينة القصر الكبير، قبل أن يمتد إلى قرى تضم تجمعات سكنية، لتشرع السلطات المحلية في ترحيل السكان الذين اضطر الكثيرون منهم إلى الفرار تاركين منازلهم وممتلكاتهم، ولم يستطع بعضهم حمل إلا القليل من الأمتعة كما حجزوا عن نقل مواشيهم.
وتكبد السكان خسائر مادية جسيمة بعد أن التهمت النيران مواشيهم ومساحاتهم المزروعة بالإضافة إلى المنازل، وتسببت الرياح التي تهب على المناطق الشمالية للمملك، بالإضافة إلى الحرارة المرتفعة، منذ أمس الأربعاء، في انتشار ألسنة اللهب بشكل كبير، في الوقت الذي لم تستطع فيه عناصر الوقاية المدنية والسلطات التابعة للمياه والغابات من محاصرة النيران.
ووفق سكان محليين فإن النيران التهمت 4 دواوير على الأقل إلى حدود اليوم، ويتعلق الأمر بسيدي بوخزار والواجة والعزيب التحتي والعزيب الفوقي، وكلها تابعة لجماعة بوجديان القريبة من القصر الكبير، وهي المناطق المعروفة بتربية المواشي إلى جانب نشاط فلاحي يتمثل في أشجار التين والزيتون، وتستمر عمليات إجلاء السكان إلى غاية اليوم بعدما انطلقت مساء أمس.
تؤكد مصادر محلية أن السكان كانوا قد شرعوا في محاولات إطفاء الحريق وفق إمكانياتهم الذاتية، لكنهم فوجؤوا بألسنة اللهب تحاصرهم بسرعة نتيجة الرياح القوية، قبل أن تصل شاحنات وصهاريج الوقاية المدنية مدعومة بعناصر القوات المساعدة والإنعاش الوطني، وتحدث آخرون عن دخول طائرات إطفاء الحرائق نطاق الخدمة اليوم الخميس.
عن الصحيفة