أجمع عدد من الأطر التقنية المغربية و الأجنبية أن المنتخب الوطني لكرة القدم تنتظره مباراة صعبة يوم الجمعة المقبل بملعب الشهداء بكينشاسا، حيث سيواجه منتخب الكونغو الديموقراطية، برسم ذهاب الدور الحاسم المؤهل لمونديال قطر 2022، مشددين على أن اسود الاطلس مطالبون بالعودة من كينشاسا بأقل الاضرار و حسم أمر التأهل في الدار البيضاء ، حيث يتعين أن يحظوا بالمؤازرة الجماهيرية المطلقة لانتزاع تذكرة العبور الى مونديال قطر.
وابرزوا في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للانباء قبل اجراء مباراة الذهاب أن من بين الصعوبات التي ستواجه المنتخب المغربي، توقيت المباراة المقرر في الرابعة عصرا حسب التوقيت المغربي وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى أرضية الملعب المكسوة بالعشب الصطناعي ، علما أن أغلب لاعبي المنتخب الوطني متعودون على اللعب فوق العشب الطبيعي وفي درجة حرارة أقل من الموجودة بالقارة الإفريقية.
و هكذا، دعا الاطار التقني عبد الرحيم طالب إلى التعامل مع المباراة بالجدية اللازمة تقنيا و تكتيكيا على مستوى جميع الخطوط ،و الحرص خصوصا على عدم استقبال أي هدف في كينشاسا حتى يتسنى للمجموعة الوطنية حسم أمر التأهيل بمدينة الدار البيضاء.
وأكد طالب انه يتيعن على جميع مكونات المنتخب الوطني المغربي التعاطي مع الصعوبات و الاكرهات المرتبطة بمباراة الذهاب سواء داخل أوخارج الميدان بكل عقلانية و رباطة جأش ،مشيرا إلى أن المنتخب الوطني اكتسب تجربة كبيرة خلال مشاركته الأخيرة في كأس إفريقيا في الكاميرون، خلافا لمنتخب الكونغو الديموقراطية الذي يوجد في طور التشكل والتكوين، وتنقص أغلب عناصره التجربة والاحتكاك المطلوبين في مثل هذه النزالات .
من جهته، اعتبر المدرب والمحلل الرياضي، يوسف لمريني، أن مباراة الذهاب لن تكون سهلة لعدة اعتبارات “منها خروج المنتخب المغربي خاوي الوفاض من منافسة كأس إفريقيا الأخيرة بالكاميرون وسوء حالة أرضية الملعب وارتفاع درجة الحرارة وعدم تأقلم أغلب اللاعبين وقلة تجربتهم الإفريقية.
و أضاف أن المنتخب الكونغولي بقيادة الداهية هكتور كوبير “سيلجأ إلى نهج التكتيك الذي اعتمده المنتخب المصري أمام المنتخب المغربي، خلال المباراة الأخيرة في كاس أمم افريقيا ،بالاعتماد على الضغط المكثف لربح النزالات الثنائية عبر الاندفاع البدني القوي”.
وأضاف أنه لتجاوز الخصم، لابد من اختيار العناصر القادرة على تحمل الضغط العالي الذي سيفرضه المنتخب الكونغولي على وسط الميدان والدفاع لحرمان اللاعبين المغاربة من امتلاك الكرة والاعتماد على التحول السريع نحو منطقة الخصم واستغلال الفراغ الذي سيتركه لاعبو منتخب الكونغو الديموقراطية لمباغتتهم وضرورة اختيار أسلوب اللعب غير المباشر، للتحكم في الايقاع والحد من اندفاع الخصم بالاعتماد على التمريرات القصيرة التي يتميز بها لاعبو المنتخب الوطني المغربي.
بدوره، يرى المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة أن المواجهة بين المنتخب الوطني المغربي ومنتخب الكونغو الديموقراطية، ستكون حاسمة وستلعب من شوطين ، موضحا أن اللعب بملعب الشهداء في كينشاسا “يفرض ضبط النفس، لأن هناك ظروفا مناخية خاصة إضافة إلى عدم جودة العشب الاصطناعي والضغط الجماهيري الذي له أثره وتأثيره السلبي”.
ولاحظ بنشيخة أن التميز التقني يصب في صالح المنتخب الوطني المغربي، لأن المنتخب الكونغولي في طور التكوين، مبرزا أنه يتيعن” على اللاعبين المغاربة، التعامل مع المباراة بكثير من الجدية، وأنا على يقين أن المنتخب المغربي قادر على مفاجأة الخصم بميدانه، لأنه يتوفر على وسط ميدان ثقيل ودفاع هش، لكنه يتوفر على مهاجمين متميزين يلعبون ببطولات قوية كتركيا وبلجيكا وفرنسا وقطر وبالمغرب أيضا، ولكنه لا يشكل خطورة كبيرة”.
وقال” المنتخب الكونغولي يعرف جيدا نظيره المغربي وسيلعب الكل للكل، من أجل حسم اللقاء في مباراة الذهاب، لأنه يعلم أن مباراة العودة بالدار البيضاء لن تكون في صالحه، وهذا هو الرهان والتحدي الذي يجب التعامل معه تفاديا لأية مفاجأة غير سارة. وإذا تمكن المنتخب المغربي من تسجيل هدف بملعب الشهداء، سيكون قريبا جدا من التأهل إلى مونديال قطر 2022″.
بدوره، توقع الاطار التقني المصري محمد فتحي ،مدرب فريق يوسفية برشيد، أن تكون مباراة المنتخب الوطني ونظيره الكونغو الديموقراطية صعبة للغاية، لأن الأخير سيعتمد على المرتدات الخاطفة، بالنظر إلى نوعية اللاعبين الذين يتوفر عليهم، لسرعتهم من جهة وقوتهم البدنية من جهة ثانية.
وتوقع أيضا أن تكون المباراة مغلقة تطبعها الحيطة والحدر، من قبل المنتخبين، مخافة استقبال أي هدف في أي وقت، لأن مباراة العودة هي التي ستكون فاصلة ، مشيرا إلى أن المنتخب الوطني المغربي وجب عليه الحرص للتعامل مع مباراة الذهاب بذكاء، لكونه قادر على حسم التأهيل في الدار البيضاء، حيث سيكون مؤزارا بأنصاره.