تيليغراف.ما/ مصطفى رمزي – إقليم اشتوكة أيت باها
يزخر إقليم شتوكة أيت باها بتنوع طبيعي وبيئي متميز، كالأركان، القصبات، المدارس الدينية العتيقة، المحميات الطبيعية، شريط ساحلي متنوع، الواحات وإيكودار، المخازن الأمازيغية القديمة المتواجدة في قلب طبيعة غنية. هذه الخصائص السياحية تجعل من المنطقة واجهة مُفضلة لعشاق السياحة الثقافية، الإستكشافية والسياحة البيئية.
وللحديث عن المؤهلات السياحية بإقليم اشتوكة أيت باها لا يمكن أن يفصل مناطقه السهلية عن الجبلية، إذ تتكامل تلك المعطيات لتُخرج منتوجا سياحيا متنوعا، يجمع كل مقوّمات التميّز، على الأقل بجهة سوس ماسة، فما يتوفر في السهل من شواطئ ممتدة ونظيفة، إلى جانب منتزه وطني، يشكّل محمية طبيعية تضم العديد من النباتات والحيوانات المختلفة، ويتكامل مع الطبيعة التضاريسية الجبلية، التي أفرزت قصبات وواحات أكسبتها أشجار النخيل والزيتون وغيرهما، والمياه المتدفقة من المنابع المائية دائمة الجريان، قوة جذب إستثنائية.
واحة “تارݣا نْ توشگا”
تقع قرية “تارݣا نْ تُوشگا” في سلسلة جبال الأطلس الصغير على بعد 90 كيلومتر تقريباً عن مدينة أكادير و45 كيلومتر عن أيت باها، بالدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة أيت باها، واحة نخيل تتميز بمنظر طبيعي خلاّب، وجريان مائي دائم، إلا أنها تحتاج القليل من الإهتمام والتأهيل والنظافة المستمرة.
المدرسة القرآنية سيدي الحاج الحبيب – تنالت
تعتبر سوس معقل المدارس العتيقة بالمغرب، منطقة “تنالت” التي تبعد عن مدينة أكادير بحوالي 110 كيلومتر، اشتهرت مدرستها العتيقة بفضل العلامة “سيدي الحاج الحبيب”. يحج لها طلبة العلم من جميع أنحاء المغرب لتعلم أصول الدين والفقه. وتُعد دواويرها معقل لإكتشاف الثقافة الأمازيغية التاريخية. كما أنها تضم برج شامخ كالجبال، منتصب القامة، يشبه أبراج قلعة “المُودوڤار” التي شيدها أجدادنا في مقاطعة قرطبة بمنطقة الأندلس – إسبانيا، عام 760م.
قصبة تيزُورݣان – جماعة إداوكنيظيف
معلمة سياحية ذات صيت عالمي، تختزن ذاكرة قرون من تاريخ مناطق أشتوكن وإداوݣنيظيف، موقعها الإستراتيجي، فوق قمة جبلية على شكل فوهة بركان، خوّلها أن تكون الحصن المنيع للسكان إبان الحروب. تقع بالجماعة الترابية لإداوݣنيظيف على بعد 110 كيلومتر من مدينة أكادي. معلمة عُمرانية بنيت بمواد محلية من أكثر من 600 سنة. عرفت القصبة مجموعة من الإصلاحات، وتم تحويلها إلى مأوى سياحي وفضاء للإيواء والمطعمة والسياحة، يستقبل زواره الذين يقصدونها للوقوف على التراث العمراني المتميز الذي يعكس عبقرية ساكنة المنطقة، في طريقة البناء من خلال توظيف المواد الأولية المحلية في تشييدها.
من يتجول داخل هذه القلعة يخال نفسه داخل مدينة قديمة متكاملة، منازل متراصة، مازال البعض منها يحتفظ بأدوات منزلية قديمة كالرحى التقليدية، ومطرقة خشبية والأواني الفخارية .. أسقف المنازل مدعمة بأخشاب الأركان الذي ينتشر بالإقليم، حيث يبلغ عدد الوحدات بها 32 منزلاً إضافة إلى مسجد، بنيت على شكل دائري بواسطة أحجار الكرانيت، وهو ما سمح لها بمقاومة السنين.
المركب السياحي “بِيربِير هاوس” – جماعة واد الصفاء
فضاء سياحي متميز، يقع بالمدخل الغربي لإقليم اشتوكة أيت باها، على بعد حوالي 20 كلم من مدينة أكادير، يضم سوق للمنتوجات التقليدية، متحف أمازيغي، مسابح كبيرة، حديقة للحيوانات، مساحة كبيرة لألعاب لأطفال، قاعات للمناسبات والحفلات والأجتماعات والأنشطة الرسمية، مطعم للأكلات التقليدية، جعلت منه قبلة للعائلات والزوار القادمين من كل مكان.
المنتزه الوطني الطبيعي لسوس ماسة ..حيوانات وطيور نادرة
يقع بساحل إقليم اشتوكة أيت باها، على مساحة تصل إلى ما يزيد عن 33,800 هكتار، وقد تم إنشاء المتنزه عام 1991م، ويحده من الشمال مصب نهر ماسة، وهو يعتبر من أهم الأماكن السياحية في المغرب وأكثرها زيارةً. كما يعتبر من المحميات الطبيعية، التي تضم العديد من النباتات والحيوانات البرية والداجنة. وهو يتضمن الكثبان الرملية والشواطئ والأراضي الرطبة.
وتكمن أهمية هذا المتنزه فيما يتضمنه من آثار. كما يضم مستعمرات طير الإيبيس الأصلع النادر، وطير الشرشير المخطط، وبعض الأنواع الأخرى. ويحتضن بعض الحيوانات الثديية النادرة مثل المَها أبو حراب، والمها أبو عدس ذات القرون المموجة، وغزال المهر، وغيرها. وهو يُتيح لزواره إمكانية التجول للإستمتاع بطبيعته الجميلة، التي تضم الجبال والوديان والبحيرات المائية وبعض أشجار النخيل والنباتات والزهور.
يضم المنتزه أيضا 250 نوعا من الطيور مثل: أبومنجل الأصلم و النعام ذو العنق الأحمر. كما أن جمالية المحمية، وتوفر الشواطئ على طولها يوفر للسياح متنفسا رائعا للإستجمام.
شواطىء أشتوكن .. شريط سياحي كبير ومتنوع
ضمن المعطيات السياحية غاية الأهمية، التي يتوفر عليها إقليم اشتوكة أيت باها، شريطه الساحلي الممتد على طول 42 كيلومترا. وتوجد على هذا الإمتداد شواطئ تُتيح إمكانيات متنوعة، تجمع بين الإستجمام والصيد بالصنارة، وممارسة الرياضات المائية، والإستمتاع بخصوصية هذه الشواطئ المتجلية في صخورها وقربها من مختلف المحاور الطرقية الوطنية والجهوية. كما أن بعض هذه الشواطئ تتوفر فيها فضاءات للاستقبال والإيواء ومطاعم للأكلات الشعبية المحلية، فـ “سيدي وساي، ”سيدي الطوال”، “تگاض”، “تفنيت”، “الدويرة”، “سيدي الرباط” و”سيدي بولفضايل”.. كلها شواطئ تمتاز بجودة مياه السباحة وتعدد إمكانياتها، التي يُمكن أن تشكل عناصر جذب للسياح المغاربة والأجانب.
هذا ويشتغل المجلس الإقليمي للسياحة باشتوكة أيت باها على خطة شاملة، للتعريف بما تزخر به المنطقة من تنوع في العرض السياحي، وتعزيز حضور المناطق السياحية المتعددة باشتوكة كوجهات سياحية قادرة على الإستقطاب، حيث أكد رئيسه لموقع “تِيليغراف.ما” السيد “أحمد أوصياد” على أن “برنامج العمل الذي يشتغل عليه المجلس، وهو من الأولويات، هو وضع خطة عمل من أجل التعريف بالمنطقة ومنتوجها السياحي المتنوع، وهو التوجه الذي تشاطرنا فيه السلطات الإقليمية، وعدد من الشركاء، وهو تفاعل من الممكن إستغلاله من أجل ضخ دماء جديدة في الحركية السياحية بالإقليم، رغبتنا أكيدة، بمعية السلطات الإقليمية وكافة شركائنا، في إستثمار هذه المؤهلات، حتى يكون القطاع، مجالا لتسويق صورة مُثلى عن الإقليم، وإنعاش الحركة الإقتصادية المحلية، وإبراز المؤهلات الثقافية والطبيعية والإيكولوجية لهذه المنطقة”.
خلاصة القول أن القطاع السياحي بالإقليم، يجب أن يحظى بإهتمام المجالس المنتخبة والفاعلين الإقتصاديين المحليين والمستثمرين من أبناء المنطقة، وذلك من أجل الإسثتمار في المنطقة وضخ الأموال لإحداث وإنشاء مرافق سياحية تستقبل الوافدين وتمنح الفرص لكل الراغبين في زيارة المنطقة على طول السنة وتوفير فضاءات لإستقبال زوار المناسبات الكبرى بالمنطقة، ولا يمكن إغفال دور الجمعيات التنموية في المجال ولما لا إحداث جمعيات خاصة بهذا القطاع تعمل على الإنخراط فيه وبشكل مباشر.