أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن قافلة “100 يوم 100 مدينة” التي وصلت إلى نهايتها اليوم الأحد بتنظيم آخر محطة بمدينة أيت ملول، والتي انطلقت تقريبا قبل سنة من دمنات، هي مبادرة لأكبر برنامج إنصات لساكنة المدن في تاريخ الأحزاب السياسية في المغرب.
وجاء ذلك في كلمته بمناسبة مشاركته في فعاليات المحطة الأخيرة من البرنامج التواصلي “100 يوم 100 مدينة” التي تن تنظيمها اليوم الأحد 27 شتنبر 2020، بمدينة أيت ملول.
وفي بداية كلمته بهذه المناسبة، نوّه الرئيس عزيز أخنوش بالحضور الكبير لمحطة أيت ملول، مشيرا إلى أنه منذ بداية هذا البرنامج تم اختيار مدينة أيت ملول لتكون المحطة الأخيرة للقافلة، مضيفا أن وباء كورونا حال دون التواصل بشكل حضوري، مؤجلا ذلك إلى فرص أخرى قريبة، مردفا: “وما علينا إلا أن نتقبل هذا الوضع وندعو الله بالفرج..”
لكن من جهة أخرى، يضيف رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن “هذا الوباء لم يمنعنا من أهم شيء، ألا وهو التواصل معكم، والاستماع لمشاكل واقتراحات أبناء أيت ملول الحاضرين في هذا اللقاء، منوّها بمشاركة أزيد من 550 مشاركة ومشارك، يمثلون شباب ومناضلات ومناضلي الحزب، ومواطنات ومواطنين من ساكنة المدينة، بما فيهم منتمون لأحزاب أخرى، الذين شاركوا في اللقاء من أجل تمثيل ساكنة المدينة والمساهمة في إنجاح هذه المحطة الكبرى.
وأوضح أخنوش أن حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم بصدد إتمام برنامج “100 يوم 100 مدينة” التي انطلقت تقريبا قبل سنة من دمنات، مضيفا أنها بمثابة مبادرة لأكبر برنامج إنصات لساكنة المدن في تاريخ الأحزاب السياسية في المغرب. وتابع قائلا: “لكن شعورنا اليوم ليس هو فقط الافتخار، بقدر ما هو الشعور بأننا أدينا واجبا وطنيا مهما جدا..”
وتابع: “كما نعرف جميعا المدن تحظى بالاهتمام وعناية خاصة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يعطي توجيهاته السامية من أجل تنمية المدن، وبفضل الرؤية المولوية تم إعطاء إمكانيات كبيرة لهذه المدن، وكذلك فلسفة جهوية متقدمة شكلت رافعة للتنمية المجالية، مردفا: “أن التنزيل يبقى رهينا بالتدبير، والحكامة المحلية رهينة بقدرة النخب المحلية على إشراك الساكنة في اختيار وتنزيل مشاريع وبرامج التنمية..”
وأكد أخنوش أن تنظيم هذه القافلة لم يكن سهلا، إذ أن الأمر يتعلق بمجهود كبير على المستوى اللوجستيكي، مضيفا أن “أعضاء التجمع الوطني للأحرار من مختلف الهيئات ومن جميع الأقاليم والجهات مشكورين قدموا جهودهم ووقتهم لإنهاء هذا البرنامج”، مشيرا إلى أنه على الرغم من تفشي وباء كورونا، ومنع التجمعات لمدة شهور، وجد الحزب حلولا بديلة لإنهاء ما تبقى من محطات البرنامج، مبرزا جهود وإبداع الحزب لتجاوز كل الظروف، وبالتالي الوفاء بكل التزاماته حتى يتواصل باستمرار مع المواطنين ويستمع لهم.
واعتبر أخنوش أن هذا البرنامج التواصلي بمثابة رابع جولة وطنية يقوم بها حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال الأربع سنوات الأخيرة، إذ يقوم كل شهر بزيارة إحدى جهات المملكة، مضيفا أن بعض الأطراف خلال انطلاق قافلة “100 يوم 100 مدينة”، كانت تظن أن “هدفنا هو النقد الهدام وتبخيس عمل المدبرين المحليين، لكن هدفنا كان فقط فتح النقاش والإنصات لتطلعات الساكنة”.
وعلى مدار 100 محطة أي 100 مدينة، يضيف الرئيس، فإن الجواب جاء من أكثر من 35 ألف مواطنة ومواطن، الذين لبوا النداء واجتمعوا حول طاولات النقاش، مستطردا: “اليوم المواطن واع أكثر من أي وقت مضى بتأثير السياسة على حياته اليومية.. اليوم المواطن يريد المسؤول السياسي الذي ينصت إليه، ويتكلم معه، والمواطن المغربي يعيش الآن في زمن التواصل، وأول ما يريد التواصل بشأنها، هو التدبير اليومي لمحيطه وحيّه ومدينته، وخير دليل هو هذا اللقاء اليوم..”
وفي نفس السياق، يضيف أخنوش: أن الأغلبية من المغاربة يقولون بأن السياسيين لا يستمعون إليهم ولا يستشيرونهم، مضيفا أن هذا واقع يعرفه الجميع، ولا يمكن أن يبقى هذا الوضع على ما هو عليه، ولا يمكن انتظار الحملة الانتخابية للتواصل مع المواطنين من خلال بعض التجمعات هنا وهناك.
وبعد ذلك، يضيف الرئيس، يتأسف الجميع لنسب المشاركة الضعيفة، مشيرا إلى أن هذا يفرض أن تكون هناك الصراحة والجرأة، وتحمل الجميع للمسؤولية، وضرورة تذكير المواطن بالارتباط الوثيق بين العزوف عن التصويت والوضع المعيشي للساكنة، مع ضرورة مضاعفة الجهود لتجاوز أزمة الثقة في السياسة، وإقناع المواطن بضرورة المشاركة السياسية.
وبخصوص برنامج “100 يوم 100 مدينة”، أكد أخنوش أنه ليس من السهل زيارة أكثر من 100 مدينة في المملكة، منها الصغيرة والكبيرة، والموجودة في الجبل والسهل، والإنصات لجميع المواطنين المشاركين في كل لقاء على حدة، وأخذ مقترحاتهم في جميع القضايا مع تلخيصها بأمانة، وتقديم الحلول التي تناسب كل الوضعية الخاصة بكل مدينة، مضيفا “ولكن كل هذا كان ضروريا، وقمنا به بالفعل، وهذا بالنسبة إلينا من ركائز منهجية “الأحرار” في العمل السياسي، أي الإنصات ثم بلورة الحلول ثم التنزيل”.